الخارجية الأميركية: لا دليل على مزاعم “إسرائيل” لتبرير قصف برج الجلاء
كشف وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين يوم الإثنين إلى أنّه لم يرَ حتى الآن أي دليل يدعم مزاعم “إسرائيل” بأنّ حماس عملت في برج الجلاء في غزة، المبنى الذي يضم وكالة أسوشيتد برس و الجزيرة ووسائل إعلام أخرى، والذي دمرته غارة جوية “إسرائيلية”. وقال بلينكين إنّه ضغط على إسرائيل من أجل التبرير.
تحدث بلينكين في مؤتمر صحفي في كوبنهاغن، الدنمارك، بعد يوم من دعوة رئيس تحرير وكالة الأسوشييتد برس إلى إجراء تحقيق مستقل في الغارة الجوية الإسرائيلية في نهاية الأسبوع، قائلاً إنّ الجمهور يستحق معرفة الحقائق.
ودمّرت إسرائيل مبنى يضم وكالة أسوشيتيد برس وقناة الجزيرة وزعمت أنّ حماس استخدمت المبنى لمكتب استخبارات عسكري.
رسائل تنديد
توالت رسائل التنديد والاستنكار لإقدام “إسرائيل” على تدمير برج الجلاء في غزة. ووصف الاتحاد الأوروبي الخطوة الإسرائيلية بأنها “أمر مقلق بصورة بالغة”. وقال متحدث باسم مسؤول العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل -الاثنين- “يجب أن تتمكن وسائل الإعلام من العمل بحرية حتى يمكنها تغطية الأحداث بشكل مستقل”.
وطلبت منظمة “مراسلون بلا حدود” من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في قصف إسرائيل لمبنى يضم مؤسسات إعلامية باعتباره جريمة حرب محتملة.
من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية إلى التحقيق في القصف الإسرائيلي الذي استهدف برج الجلاء. وأعربت المنظمة -في تغريدة عبر تويتر- عن قلقها البالغ حيال ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة.
وقالت سالي بوزبي، المحرّرة التنفيذية لوكالة أسوشييتد برس، إنّ الحكومة الإسرائيلية لم تقدم بعد أدلة واضحة تدعم هجومها.
زعم الجيش الإسرائيلي، الذي منح صحفيي وكالة أسوشييتد برس ومستأجرين آخرين حوالي ساعة للإخلاء، أنّ حماس استخدمت المبنى لمكتب استخبارات عسكرية ولتطوير أسلحة. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن إسرائيل تجمع أدلة للولايات المتحدة لكنها رفضت الالتزام بتقديمها في غضون اليومين المقبلين.
بالمقابل، كشف بلينكين أنّه شخصياً لم ير أي دليل إسرائيلي على عمل حماس في المبنى وطلب من إسرائيل تبرير الضربة.
وقال بلينكين من كوبنهاغن في الدنمارك: “بعد وقت قصير من الضربة طلبنا تفاصيل إضافية بشأن مبرراتها.” ورفض مناقشة معلومات استخبارية محددة، قائلاً إنّه “سيترك للآخرين مجالاً للشرح ما إذا كان قد تم تبادل أي معلومات وسنقيّم تلك المعلومات”. وأضاف: “لم أر أي معلومات مقدمة”.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي كونريكوس يوم الأحد “نحن في وسط القتال. هذا قيد المعالجة وأنا متأكد من أنّه سيتم تقديم المعلومات في الوقت المناسب”.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنّ إسرائيل ستشارك في أي دليل على وجود حماس في المبنى المستهدف من خلال القنوات الاستخباراتية. لكن لم يصرّح البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية بما إذا كان أي مسؤول أميركي قد شاهد أي دليل.
ولفتت بوزبي إلى أنّه يجب توضيح الحقائق، وأنّ وكالة الأسوشييتد برس لديها مكاتب في برج الجلاء منذ 15 عامًا، ولم يتم إبلاغها أو لديها أي مؤشر على احتمال وجود حماس في المبنى.
وقالت: “نحن في حالة صراع. نحن لا ننحاز إلى أي طرف في هذا الصراع. سمعنا إسرائيليين يقولون إن لديهم أدلة. نحن لا نعرف ما هو هذا الدليل “.
وأضافت: “نعتقد أنه من المناسب في هذه المرحلة أن تكون هناك نظرة مستقلة على ما حدث بالأمس – تحقيق مستقل”.
المصدر: وكالات